((( أذهبت عقله )))

شاب في مقتبل العمر كان فريسه لإصحاب السوء من موزعي السموم حدثته نفسه بالتوبه , بعد معاناه طويله من ويلات المخدرات .. وسأل عن طريق النجاه , فدل علي لجنه </SPAN>بشائر الخير .. دخل اللجنه وقد بدا عليه الاضطراب , والذهول , وشحوب الوجه واصفراره . جلس إلى أعضاء اللجنه ونظراته زائغه , وكان واضحا َ تللك الكدمات الكثيره والجروح في وجهه وبعض أجزاء من جسده النحيل .</SPAN>
سأله أحد أعضاء اللجنه عن تللك الجروح والكدمات ؟</SPAN>
فقال : أيقضت أسرتي في ساعه متأخره من الليل , وقلت لهم : أخرجوني للخارج , وعندما تعذروا بسبب تأخر الوقت , أصرت على طلبي , وبدأت بالصياح والازعاج , وكلما عاد أخي الى النوم ذهبت إليه أطلب منه بإلحاح إخراجي خارج المنزل ..</SPAN>
سألني أخي عن السبب – فقلت : هناك ضروره قصوى تستدعي خروجي حالاَ.. </SPAN>
</SPAN>

</SPAN>
خرج أخوه – رغم أنفه – بعد أن خشيت الأم الفضيحه لكثرة الصياح , وقام أخوه بإخراجه للخارج ..</SPAN>
غن ليله واحده تعيشها أفراد الآسرة مع ولدهم المدمن تعني الكثير الكثير ..</SPAN>
أن فرداَ مدمناَ في أسرة يكهرب الاجواء الاسريه ويحيلها من الهدوء الى الاضطراب , ويجعل أفراد الأسره يتوارون من الفضيحه , ويعمدون الى الاختفاء عن عيون الناس </SPAN>
, ويتوقعون رنين الهاتف كل لحضه ليخبرهم بالقبض على ولدهم في أحد المخافر , أو العثور على جثته في حادثه جرعه زائده . أو وفاة إثر حادث سيارة أو غيره ..</SPAN>
دخل ذلك الشاب سيارة أخيه وانطلق به الى أحد الطرق السريعه .. وأثناء انطلاق السياره بسرعه كبيره .. توهم ذلك الشاب بهاتف يقول له (إن الله لن يغفر لك حتى تثبت له أنك تائب توبه نصوحاَ , وهذا لا يتحقق إلا اذا رميت بنفسك الان من السيارة )) تردد قبل التنفيذ , ولكن الهاتف جاء ثانيه , وثالثه , ففتح الباب دون علم أخيه , ورمى بنفسه من الباب المقابل لجانب الطريق , تدحرج جسده النحيل عده مرات , واختلط الرمل بدمائه التي تدفقت من كل جزء فيه , وتمزقت ثيابه , وسكن دون تحرك , ثم جاء ه الهاتف ثانيه يقول له : (( لا يكفي ما فعلت لتثبت لله بأنك تبت توبه حقيقيق , بل لابد من إتمام ذلك . بضرب رأسك بحجارة )) واستسلم لهذه الوساوس , وزحف حتى لامست </SPAN>يده المليئه بالدماء حجاره , وتخذ يضرب بها راسه حتى خر مغشيا َ عليه .</SPAN>
في هذه الحضه جاء أخوه يجري نحوه , يحسب أنه فارق الحياه .. وحمله في سيارته وانطلق الى أقرب مستشفى , وتم علاجه مما أصابه من الجروح , ولكن الوساوس , والوهام , ظللت من غير علاج يزيد اشتعالها إصراره على تناةل المزيد من حبوب الهلوسه .</SPAN>
هكذا هي حال المدمنين . وهكذا ينهون حياتهم , فيعيشون معذبين في هذه الحياه , وفي القبر , ويوم القيامه . وهذا ما يفعله المخدرلا بالانسان , بعد أن يلغى عقله , ويسيطر عليه المخدر </SPAN>اللعين ..</SPAN>
</SPAN>